الأحد، 21 مارس 2010

(60)ستون قتييلاً وجريحاً في اشتباكات بين المسيرية والرزيقات بدارفور


  
(60)ستون قتييلاً وجريحاً في اشتباكات بين المسيرية والرزيقات بدارفور

 الأخبار المحلية
الأحد, 21 مارس 2010 07:57
لندن : الجنينة : نيالا :الخرطوم: نور الدين مدني - مصطفى سري- د.أنور شمبال – محجوب حسون


عاشت مدينة كاس بولاية جنوب دار فور حالة من الذعر والهلع عندما استيقظت على دوي المدافع والاسلحة الثقلية من هجوم شنته مجموعة من الرزيقات الأبالة على قرى المسيرية شمال كاس خلف أكثر من(60) قتيلا وجريحا بعضهم جراحاتهم خطيرة، وفيما بلغ عدد القتلى  من القرى والفرقان التي تم الهجوم عليها(15)، فإنه لم يتم احصاء دقيق للطرف المهاجم، واكدت حكومة الولاية اندلاع تلك المعارك وانها تجري حصر الخسائر وسط القتلى والجرحي، في وقت وصف فيه والي ولاية غرب دارفور الوضع بمناطق النزاع بانه مرير ويتطلب تدخل المركز. 
وقالت مصادر لـ(السوداني) ان المعارك التي دارت بين قبيلتي المسيرية والرزيقات، استخدمت فيها كل انواع الاسلحة عدا الطائرات والدبابات، واضافت ان مستشفي كاس استقبل ظهر امس اكثر من(30) جريحاً بينهم حالات خطيرة، وقالت ان المعارك هي الاعنف في المنطقة واندلعت صباح امس حيث اغارت مجموعة من(الابالة) التابعين لقبيلة الرزيقات على مناطق النوايبة الذين ينتمون الى المسيرية وان العشرات لقوا مصرعهم من الجانبين الى جانب الجرحى، ويتهم كل طرف الحكومة بأنها تقف الى جانب الاخرى. 
من جهته اكد والي ولاية جنوب دارفور بالانابة جادين جود الله دقاش لـ( السوداني) وجود معارك في منطقة شمال شرق كاس وان هناك العديد من القتلى والجرحى في تلك المعارك، واضاف ان المعارك تدور بين المسيرية والرزيقات وان حكومته تعمل على استعادة الامن والاستقرار، وتابع( حتى الآن لم تصلنا معلومات كافية ونحن على اتصال مع السلطات في كاس لمعرفة اعداد القتلى والجرحى الى جانب ان هناك تدفقا كبيرا للنازحين).
و قال والي ولاية غرب دارفور ابوالقسام إمام الحاج ان ولايته تخشي ان يكون اكثر من سبعة وعشرين شخصا قد لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي حدثت اخيراً بين المسيرية والنوايبة( الرزيقات) في منطقة تريج جنوب شرق زالنجي غرب دارفور، واضاف ان الاشتباكات التي شهدتها المنطقة قد اسفرت عن اصابة عشرات آخرين، مشيراً الى ان الولاية لم تتمكن من احتوائها بسبب وقوع المواجهات في مناطق متفرقة وضلوع اطراف اخرى ـ لم يسمها ـ في النزاع، وقال في جلسة مجلس الوزراء بالجنينة صباح أمس ان الأشتباكات ادت الي  نزوح اكثر من (8900) مواطن ، وقال ان الوضع يتطلب تدخلا من المركز لحسم اسرع اضافة لدعم عملية المصالحات الداخلية.
واضاف والى ولاية غرب دارفور قائلا ان الوضع الانساني الناجم عن هذه المشكلة افرز وضعا مريرا خاصة في زالنجي ونيرتيتي، وأن وضع النازحين يحتاج لمساعدة وتدخل سريع. 
وتم الهجوم في ذات الوقت الذي استقبلت فيه حكومة ولاية غرب دارفور ضيوفها من الوزراء على شرف استضافتها لجلسة مجلس الوزراء حيث جاءهم الخبر طازجا وهم في اجتماع المجلس بالجنينة الذي ترأسه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير. وأكدت مصادر (السوداني) ان الوضع يعيش تأزما حقيقيا قابل للمزيد من الانفجار، وأشارت الى ان القوة المهاجمة جاءت على ظهور حوالي عشرة سيارات لاندكروزر والجمال. وتدافعت الى مستشفي كاس أمواج من البشر بعد استقباله للقتلى والجرحى الذين تم نقل بعضهم الى مستشفى نيالا، وتم مواراة جثامين القتلى الثرى.
ويجيء الهجوم عقب المعارك الطاحنة التي دارت الاسبوع الماضي بين تحالفات قبائل الرزيقات الابالة، وقبائل المسيرية البقارة بشرق زالنجي بولاية غرب دارفور، وتمددت الى ان بلغت مدينة كاس بولاية جنوب دارفور، وسبق ان بدأت بعض المناوشات في المنطقة، وتم احتواؤها بعد تدخل والي ولاية جنوب دارفور الاسبوع الماضي، بعد ابرام اتفاق يلزم الطرفين بعدم الاعتداء، مما جعل الهجوم مباغتا، لاعتبار انه جاء من 
ولاية غرب دارفور.
وقال معتمد كاس العمدة علي محمود الطيب لـ(السوداني) من مدينة الجنينة حيث انعقاد اجتماع مجلس الوزراء، أنه سمع الخبر بالهاتف وعلى الفور تم استدعاء لجنة الامن بالولايتين جنوب وغرب دارفور برئاسة الولاة وتمت مناقشة الامر وعرضه لرئيس الجمهورية، موضحا ان الاجتماع امن على عقد اجتماع عاجل بمنطقة نيرتتي اليوم الاحد أو غدا الاثنين لمعالجة المشكلة التي وصفها بالمؤسفة والمحزنة.
واضاف ان الهجوم تم على قرى دليباية، ونقيعة، وترقنج، وبروفلفل، والرجيلة، وتبفتو، وغيرها من القرى، موضحا ان الامر بيد لجنة الامن بالولاية الآن وليس لديه تفاصيل ما جرى حتى لحظة الاتصال به.
وقال انه الآن يرتب مع والي ولاية جنوب دارفور للعودة فورا من الجنينة والوقوف على الوضع ميدانيا.
وقال د.حسن أمام مسئول الشؤون الخارجية بحزب الأمه القومي ومرشحه بدائرة كاس جنوب لـ(السوداني) ان دائرة الحرب اتسعت مما صعب من مهمة حصر الموتى والجرحى من الطرفين، معتقدا ان الوضع الماثل على الارض ليس بيد الجهات التي تم التوقيع معها على الاتفاقيات الاطارية( د.خليل ابراهيم، او التجاني سيسي)، وليس لديهم القدرة في ايقاف الحرب الدائرة في اشارة الى ان مفاوضات الدوحة لا علاقة لها بما يجري على الارض بالتالي لا جدوى منها في الوقت الراهن لانها جاءت في وقت متأخر.
واوضح صديق حامد جديد القيادي بحزب المؤتمر الوطني ان الحسابات السياسية مع قرب مواعيد الانتخابات جعلت الامور تتعقد في توضيح ان القوات النظامية كانت على حيرة من أمرها في الصراع الدائر، ومن التدخل بصورة رادعة لجهة من الجهات المتصارعة. 
ووصف مرشح البرلمان بدائرة الصراع من حزب المؤتمر الشعبي صلاح الدين ادريس ابراهيم المنطقة بأنها عبارة عن صندوق بارود، مستنكرا بطء تدخل الحكومة في وقت كانت كل المؤشرات تنبه فيه الى وقوع الكارثة.
وطالب بضرورة التحوط حتى لا تستمر الفوضى اليوم والايام التالية في مناطق أخرى ذات صلة.
عن السوداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مـــن اجـــل الديموقراطــية والعـــدالة والمســـاواة ووضــــع حـد للتهمــــــيش والاســـــتغلال ومــص الدمـــــاء

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية