مؤتمر البجا الإصلاح والتنمية : الشرق أقرب للإنفجار والعودة إلى مربع الحرب
جوبا : محمد جادين : كُتب على هذه البلاد أن تنزف إلى أجل غير مسمى، إلتأم جرح الجنوب بعد حرب طاحنة حصدت عدداً كبيراً من الأرواح وقضت على الأخضر واليابس ، ولكن تفتقت جراحات دامية في دارفور، اصابت ما اصابت وزعزعت الاستقرار وحولت معظم اهلها الى نازحين ولاجئين في معسكرات البؤس والشقاء، ومازالت الجهود تمضي الى وقف الحرب وغسل النزيف وتضميد ماتبقى من جراح. ماقادني الى هذه المقدمة الطويلة، جرح جديد بدأت قطراته تبلل جسد البلاد بشرقنا الحبيب، والذي هدد ابناؤه بالعودة الى مربع الحرب من جديد، والإحتكام الى فوهة البندقية لتحقيق المطالب، « مؤتمر البجا الإصلاح والتنمية » عقد مؤتمراً صحفياً بفندق جسر جوبا اوضح فيه موقفه من الإنتخابات الحالية، وهدد بالتصعيد المسلح في حال عدم الإستجابة لمطالبه من قبل الحكومة.
اوضح رئيس مؤتمر البجا الإصلاح والتنمية عثمان موسى باونين موقف حزبه من الإنتخابات ووصفها بالمزورة، مؤكداً عدم اعترافهم بنتائجها المعروفه من قبل بداية الإقتراع، والمحسومة لصالح المؤتمر الوطني الذي كرس كل جهوده للفوز بها بأية طريقة ووسيلة من اجل اثبات شرعيته الزائفة.
وقال باونين موقفنا واضح فقد قررنا مقاطعة الانتخابات منذ بدايتها، واتضح لنا الأمر جلياً من فترة التسجيل الإنتخابي والتعداد السكاني، فالمؤتمر الوطني كل الخطوات التي قام بها منذ البداية كانت تفضح نيته للتزوير، فأرقام السجل الانتخابي بشرق البلاد غير حقيقية، وتم تزويرها كخطوه اولى لتكملة المسرحية التي احكم فصولها وكتبت سناريوهاتها لصالح المؤتمر الوطني، ولذلك قاطعناها تماماً في كل مستوياتها ووجهنا قواعدنا وأهلنا لمقاطعتها بصوره نهائية وعدم المشاركة في هذه الجريمة التاريخية، فالتعداد السكاني مزيف وبلغت نسبة سكان « دورديب» معدلاً اعلى من المدينة الأم بورتسودان، فهل يعقل ان يكون عدد السكان في دورديب اكثر من بورتسودان.
واضاف باونين امتد التزوير الفاضح في عملية الإقتراع ومورست اساليب خبيثة لعرقلة الآخرين، وقال انزلنا مرشحاً مستقلاً يتبع لنا فحجزته السلطات هناك، وتم اختطاف معاونيه في كسلا، بجانب الخروقات التي تمت والتهديد من قبل المليشيات التي تتبع للمؤتمر الوطني، لاحزاب المعارضة الاخرى فهناك مناطق مقفولة لم يتمكن وكلاء الاحزاب من الدخول اليها، وفي همشكوريب تم منع وكلاء الأحزاب من الدخول اليها وظلوا ليومين ينتظرون اذن الدخول الذي لم يكتب لهم، وبعد ذلك هددوا بالسيوف من قبل بعض المليشيات مما اضطرهم الي الرحوع الي كسلا حفاظاً علي ارواحهم، وبعد عدة اتصالات مع الوالي ومعتمد المنطقة واخباره بما حدث قال اتصلوا بسليمان بيتاي لاخذاذن الدخول منه، ووصف ذلك بالمهزلة وقال اين ذهبت المفوضية واشار الى ان الجميع يعرفون بيتاي وانتمائه الواضح للمؤتمر الوطني، الذي يستخدمه لعرقلة العملية الانتخابية في وجوه الاحزاب، وتكرر الامر ايضاً في الطلحة ونزلة العمدة مكان قبيلة الرشايدة حيث تم التعرض لأحزاب المعارضة ، والآن العالم كله يشهد ماتم في الإنتخابات، من خلال المراقبين الدوليين والمحليين، ووسائل الاعلام المختلفة المتابعة من قرب لسير العملية الإنتخابية، وعلى سبيل المثال لا الحصر المؤتمر الوطني اعلن عدداً من الدوائرالوهمية في شرق البلاد وهي غير موجوده على ارض الواقع، تم الإعلان عن دائرة حلائب ، وتساءل باونين هل مازالت حلائب سودانية حتى هذه اللحظة ام أنها اصبحت مصرية بالفعل؟ واضاف المؤتمر الوطني اطلق على حلائب الدائرة رقم (1) وقال الإنتخابات الآن تجري خارج مثلث حلائب في منطقة تسمى «أوسيف» وهي بعيدة كل البعد عنها.
وقال باونين هل تخلت الحكومة عن هذه المنطقة ذات الأهمية البالغة، والموقع الإستراتيجي المميز، وهل باعت اهلها الذين وعدد سكانها اكثر من (200) ألف نسمة.
وأضاف باونين ثاورتنا الشكوك منذ البداية ان الحكومة باعت حلائب بصفقة رخيصة مع السلطات المصرية، ومازال المؤتمر يمارس علينا الخديعة ويقول ان الانتخابات قائمة في حلائب التي نعرف حدودها جيداً، وقال باونين اذا كانت حلائب سودانية كما تدعي الحكومة فلماذا لم يزرها الرئيس عمر البشير في جولاته الانتخابية التي طاف فيها كل مدن السودان وخاطب اهله، واشار باونين الى انه هناك عدد من المناطق المحتلة من اجزاء البلاد والحكومة مازالت تتفرج ولا يهما شئ غير السلطة في المركز، وقال ان منطقة الفشقة في شرق كسلا مع الحدود الأثيوبية تم إحتلالها من المليشيات التي طردت المزارعين، وزعزعت الإستقرار، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وقال باونين هناك صفقات تمت باسم اهلنا في شرق السودان تحت مسمى إتفاقية اسمرا التي قاطعانها منذ البداية ودعينا شعبنا الى عدم الإعتراف بها، لأننا نعرف مايحاق بشعبنا من مؤامرات، ولذلك خرجنا في مسيرات في كسلا وولاية البحر الاحمر وسلمنا عدداً من المذكرات للولاة هناك فيه موقفنا الواضح من الإتفاقية، واضاف باونين وزعت بعض المناصب للانتهازيين من ابناء جلدتنا باسم الشرق، ولكن انكشف المستور، وللأسف بعض قياداتنا أمثال موسى محمد احمد، وآمنة ضرار وغيرهم من ابناء الشرق الذين باعوا قضية اهلم وإنقسموا الى خمسة كيانات سياسية اصبحت كلها تحت عباءة المؤتمر الوطني، ولكن الآن استعادت قواعدنا وعيها وفاقت من الوعود الكاذبة ، وعادت الصحوة الإدارية الى وعيها في مؤتمر البجا، فالخيار المسلح اصبح من اولوياتنا لتحقيق مطالبنا الأزلية وإستعادة حقوقنا، ونحن نسعى مع كل الحركات المسلحة في انحاء البلاد المتفرقة في دارفور وجبال النوبة وجنوب كردفان الى التنسيق والتوحد تحت مظلة واحدة وجبهة عريضة، لتصبح المقاومة عنيفة من الداخل مسنودة من احرار العالم، لنيل الحقوق والمكتسبات التي أهدرت من قبل هذا النظام الجاثم على صدورنا لعشرين عاما عجافا.
وهدد باونين بأن الشرق حالياً اقرب الى الإنفجار من اي زمن مضى وقال حذرنا كثيراً من التعامل معنا بإستخفاف والإستهتار بقضية الشرق، والآن ابناء الشرق في صحوة وترتيبات لهيكلة مؤتمر البجا ليخرج بثوب جديد، ووصف المشاركين في الحكومة من ابناء الشرق بالمرتزقة والخونة الذين يبحثون عن المكاسب الشخصية ، لأنهم خانوا القضية والعهد البجاوي وباعوا دماء الشهداء وعرق المناضلين وإستأثروا بحفنة من المناصب لاتغني ولاتثمن من جوع واصبحوا لعبة في يد المؤتمر الوطني.
وقال باونين لاخيار غير الحرب لان الحكومة لاتعرف غير لغة السلاح والبندقية، لأنها عودت اصحاب القضايا بأن تقفل الابواب في وجهوهم ولاتتفاوض معهم من اجل التوصل الى حلول ترضي جميع الاطراف، وتستخدم مهعم اسلوب الإستخفاف والتهميش، ولا تعترف بطاولة المفوضات الا بعد تصعيد القضايا وتساقط الضحايا، واكد باونين أن مؤتمر البجا الاصلاح والتنمية لن يدخل في مفاوضات ثنائية ومباشرة مع الحكومة إلا بعد ضمانات دولية، وقال نطالب بضمانات دولية ونطلب مساواتنا بالآخرين، ولن نقبل بالتفاوض في الداخل، ونأمل ان نحقق اتفاقية شبيهة بنيفاشا، تحقق مطالبنا العادلة.
واشار باونين الى علاقتهم بالحركة الشعبية بتحرير السودان ووصفها بالطيبة وقال انهم اشقاء النضال وحاربوا معنا في شرق السودان في خندق واحد وعلاقتنا بهم إستراتيجية، ونحن من جانبنا ايدنا مشروع السودان الجديد، وعندما ضاقت بنا سبل الحوار لجأنا الى الجنوب لإدارة نشاطنا السياسي، لان اخواننا الجنوبيين ادرى بمعاناتنا،
وتمنى باونين إنفصال الجنوب، وقال نتمنى انفصال الجنوب بعد الإستفتاء حتى يفتح لنا الباب ايضا للمطالبة بتقرير المصير، ونحن اطلقنا الدعوة الى انفصال شرق السودان، اذا استمرت هذه السياسات التي تعمد الى إقصاء الآخرين لان السودان بهذا الكم الهائل لايمكن ان يدار بهذه الطريقة من المركز. وفي رده عن سؤال الصحافة عن موقف حزبه حال تغير الحكومة بعد الإنتخابات، فقال باونين لن يتغير الوضع الحالي فالمؤتمر الوطني كرس كل طاقته من اجل ان يجد له شرعية لدى المجتمع الدولي تحول بينه وبين المحكمة الجنائية الدولية، وحتى اذا حدث تغيير لبعض الوجوه من المؤتمر الوطني فلن يختلف الوضع عن سابقه، لان الحزب الحاكم له استراتيجية واضحة في التعامل، وادارة الملفات مع الآخرين.
وقال باونين ان السبب الاساسي الذي دعا مؤتمر البجا الاصلاح والتنمية الى العودة الى مربع الحرب والعمل المسلح يرجع الى المحاولات التي تقضي بفرض ادارتها بالقوة علي شرق السودان من خلال بعض الانتهازيين من ابناء جلدتنا، وقال باونين لن نقبل بحلول وسطية ولن نساوم كالآخرين ولن نتراجع من مواقفنا ......
----------------------------------------------------------------------------------
----------------------------------------------------------------------------------
بـــيـــان لأهل شرق السودان
إلي جماهير شرق السودان الشرفاء الأوفياء ...
سبق وأن أعلنا موقفنا من الانتخابات التي جرت في البلاد ومن واقع تجربتنا الطويلة والمريرة مع هذا النظام الغاشم كنا على يقين من أن لا مجال لانتخابات حرة ونزيهة ونظام المؤتمر الوطني يتحكم في مقاليد الأمور ويطأ على أنوف الشعب . وأعلنا منذ وقت مبكر أن الانتخابات في شرق السودان تم تزويرها منذ مرحلة الإحصاء السكاني الذي خرج معيباً ومضحكا وكشف عن أن المؤامرة التي تحاك ضد أهل الشرق لا تزال مستمرة ، ثم كانت مرحلة التسجيل الانتخابي التي مارس فيها النظام عبر مفوضية الانتخابات الفاشلة والمتآمرة كل أنواع الغش والتزوير وطمس الحقائق والهوية لشرق السودان .
وما أتضح للجميع خلال فترة مسرحية الانتخابات في جميع إنحاء السودان عامة وفي شرقه المظلوم خاصة أكد أن قرار مقاطعة كل ما يصدر عن هذا النظام هو القرار السليم فالجميع يعلم أن هذه الانتخابات تقوم وحلايب والفشقة لا يزال مصيرهما معلق وترزحان تحت سيطرة جيوش وقوات أجنبية وأهلنا فيهما يعيشون ظروف مأساوية سيئة بسبب صفقة رخيصة تمت بين نظام المؤتمر الوطني والمحتلين .
أهلنا الشرفاء في شرق السودان الحبيب الانتخابات تقوم وقضيتنا ومطالبنا لا تزال معلقة والنظام الحاكم يصبح كل يوم أكثر تجاهلا لها إلا أن ما جرى في الأيام الماضية كشف لأهل الشرق عامة معادن الذين كانوا يتحدثون باسمهم و يتشدقون بأنهم يمثلون أهل الشرق والحقيقة التي أصبحت جلية أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم ويبحثون عن مصالحهم الذاتية حتى أن بلغ بهم الحال أن يعلنون صراحة وأمام أجهزة الإعلام أندماجهم تحت عباءة النظام الظالم الذي قتل
أبناء الشرق البواسل في مجزرة 29 يناير 2005 م والنظام يغض الطرف عنها عندما نجح في صناعة هؤلاء المرتزقة الخونة الذين يدعون أنهم من يمثل أهل الشرق وهم أهل مناصب ومكاسب شخصية ليس إلأ
أهلنا الشرفاء قضيتنا لن تموت ودماء الشهداء لن تروح هدرا ونعاهدكم بأننا سنظل على العهد أمينين وبقضيتنا ومطالبنا متمسكين ، كما نعاهدكم بمحاسبة كل من تسبب في ضياع الحقوق والمطالب وكل من شارك في محاولة طمس وتسويف القضية البجاوية العادلة والذين أصبحوا الآن مطية المؤتمر الوطني يستقلهم لتنفيذ أجندته السيئة ويسميهم قيادات شرق السودان ( والشرق برئ من هؤلاء )
نحن في مؤتمر البجا للإصلاح والتنمية نعلن لجماهيرنا وجماهير شرق السودان الشرفاء الأوفياء عدم الاعتراف بالنتيجة التي ستخرج بها هذه المسرحية الهزيلة التي سماها المؤتمر الوطني ومفوضيته ( انتخابات ) ليستمر في تهميشنا وسلب حقوقنا .
جماهير الشرق الشرفاء تأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن حقوقنا في ظل هذا النظام لا تأتي إلا غلبة وبقوة السلاح وذلك باعتراف قادة المؤتمر الوطني ،ولا نجد في مؤتمر البجا للإصلاح والتنمية بدا من الدعوة للنضال المسلح والذي يصبح في هذه المرحلة فرض عين على كل أبناء الشرق .
وعليه ندعو جميع أبناء شرقنا الحبيب بمختلف انتماءهم ومشاربهم القبلية للوقوف صفا واحدا من أجل استرداد حقوقهم ومطالبهم لضمان حياة كريمة ولائقة لأهلنا الصابرين الشرفاء الأماجد الذين هم الآن أكثر أهل السودان ظلما وتهميشا يعيشون على فتات الآخرين بعد أن تهب أرضهم للآخرين الخير الوفير
أهلنا وشبابنا البواسل ...نحن في مؤتمر البجا للإصلاح والتنمية نؤكد أن الوقت قد حان لتتمايز الصفوف وليقف أبناء الشرق المتمسكين بحقوقهم صفا واحدا في وجه النظام الظالم وعملائه حتى يتحقق النصر المبين .
المكتب القيادي
لمؤتمر البجا للإصلاح والتنمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق