ارفــع يدك عن اطبــاء الســودان.. يا سفـاح القـرن..
علي الشعب السوداني ان يتضـامن مع الاطـباء
د. ابومحمــد ابوامـــنة
طبيـب بالمعــاش
سـيدي المشـير
اراك تفوقت في ارتكاب المجازر والمحارق وسفك الدماء, برعت في التعذيب والارهاب والتنكيل.
فاقت انجازاتك ما قام به سفاحو القرون الماضية امثال هتلر المانيا وشاوشسكو رومانيا ونول بوت كمبوديا وعيدي اوغندا ونتنياهو اسرائيل. لم يمد هؤلاء المجرمون ايديهم لضرب الاطباء قط. لايوجد في التاريخ الحديث والقديم من امر بضرب الاطباء بالعصي والقنابل وبالمطاط وبسفك دمائهم وبتكسير جمامهم واذلالهم وارهابهم بحشد قوات عسكرية ضخمة حول منازلهم وميزاتهم والمستشفيات.
انت اول حاكم في الكون يامر بذلك.
انت بهذا السياسة الهوجاء اردت ان تكسر ارادتهم, وتشتت جمعهم, تخيلتهم ينهارون ويتسابقون للمستشفيات. لكن حاشي وكلا .. سياستك الرعناء ما زادتهم الا تماسكا فوق تماسك, واصرارا فوق اصرار وتلاحما فوق تلاحم, فها هو الاضراب يعم كل المستشفيات بنسبة فاقت كل تصور.
انت اكيد لا تدري بان لاطباء السودان تاريخ نضالي ناصع, هم كانوا في قمة الحركات المناوئة للاستعمار وشاركوا ببسالة في الكفاح ضد المستعمر وكانت جمعية الاطباء تمثل رأس الرمح بالنسبة للحركة الوطنية والنقابية. وكانت وزارة الصحة بفضل نضالهم واصرارهم اول هيئة حكومية تتم فيها السودنة بنسبة 100% قبل الموعد المحدد لها قبيل الاستقلال.
بعد الاستقلال أكرم الشعب السوداني الاطباء فتبوؤا المناصب القيادية في الدولة تنفيذية كانت او تشريعية. لمعت اسماؤهم في سماء السياسة السودانية وسجلها التاريخ باحرف من نور.
شعبنا لن ينسي نضال د.علي بدري ود.ادهم في جمعية اللواء الابيض, ود.محمد عبد الحليم, ود.عثمان ابوعكر اعضاء اول مجلس سيادة, د.شداد رئيس الجمعية التشريعية, د. مصطفي السيد, د.طه بعشر, د.عزالدين علي عامر,علي سبيل المثال.
هل سمعت بهذه الاسماء الشامخة؟ عن نضالهم وتضحياتهم من اجل الوطن؟ عن شجاعتهم في مواجهة المستعمر؟
اطباء السودان كان لهم الدور الرائد في دك دكتاتورية عبود ودكتاتورية نميري, رغم السجون والتنكيل والارهاب الذي تعرضوا له.
ان اطباء اليوم هم ابناء تلك الاسماء الشامخة ودماء التضحيات والنضال والشجاعة تجري في عروقهم, توارثوها جيلا عن جيل, لن ينهاروا ولن يركعوا.
اطباؤنا طالبوا بترقية الخدمات الصحية وطالبوا بحقوقهم المشروعة العادلة. فكان الرد الضرب وسفك الدماء والسجن وممارسة كل اساليب الارهاب.
وهذا يا سيدي لن يزيد الاطباء الا قوة فوق قوتهم وعزيمة فوق عزيمتهم.
قلتم ان وراء الاضراب اجندة سياسية, ولكن قل لي بربك اليس من سياسة الدولة ترقية الخدمات الصحية وانصاف الاطباء ومنحهم حقوقهم؟ هذه هي اذن سياسة.
انتم عندما تحشدون قوات مدججة بالسلاح لكسر عزيمة الاطباء وتسخرون جميع وسائل الاعلام من صحف واذاعات وتلفزيونات لسب الاطباء انما تسيسون بهذا القضية باكملها.
عندما تبادرون يا سيدي بضرب الاطباء واذلالهم لابد ان ينفعل المجتمع السوداني الاصيل في احزابه ومنظماته المدنية. كان لابد ان تبدي الحركة الشعبية والشيوعي والاتحادي الديموقراطي ومنظمات الطلاب تضامنها معهم, وتستنكر ارهاب الدولة الذي تمارسونه بوحشية فائقة ضدهم. حينها تقولون ان للاطباء اجندة سياسية, ام توقعتم ان تسكت الاحزاب عن اجرامكم؟!
لقد بلغت درجة الانحطاط ادناها عندما قمت بجلد الطبيبات في حادثة تعتبر الاولي في نوعها في التاريخ. ان تقاليد الشعب السوداني الراسخة عبر التاريخ تقدس وتحترم المرأة وتحرم الاعتداء عليها بالضرب.
فمن اين اتيتم بهذه الممارسة المشينة؟ هل تأمرالشرعية والاديان السماوية بذلك؟ هل حقا انتم سودانيون ؟! أم هذا هو الاسلام الذي تبشرون به؟!
ان قضية الارتقاء بالخدمات الصحية ليست قضية خاصة فقط بالاطباء وانما بكل الشعب السوداني, الا ان الاطباء يشكلون رأس الرمح في المواجهة, وفي سبيل ذلك يتعرضون للقمع وسفك الدماء والسجون والارهاب والاهانة والاساءة.
علي الشعب السوداني ان ينهض ويعلن تضامنه والتحامه مع الاطباء.
ان اصدار البيانات الصحفية لوحدها لا تكفي في هذه المرحلة. يجب تسيير المواكب وتدبير الاعتصامات وادانة الارهاب في مخاطبة الجماهير في الجامعات والمدارس والجوامع والكنائس والاتصال بالمنظمات الحقوقية والاعلامية المحلية والدولية, يجب رفع الدعاوي القانونية لدي المحاكم المحلية والدولية للقمع الذي يتعرض له الاطباء والذي فاق كل تصور.
ان الاعتداء الذي تمارسه السلطة الاجرامية ضد رسل الانسانية فيه إهدار لكرامة الإنسان وإذلال له وإهانة لكل القيم الدينية والأخلاق السودانية التي توارثناها جيل عن جيل.
لقد ناشد الاطباء بالامس المجتمع السوداني في مختلف فئاته بالتضامن معهم. وقد حان عليه الوقت ان يفعل ذلك. يجب علي الشعب السوداني الا يترك الاطباء لوحدهم في الميدان يواجهون في شجاعة نادرة الارهاب في افزع صوره, والذي بلغ ذروته بتعرض حتي الطبيبات للضرب.
يجب ان نقول لسفاح القرن هذا ليس من شيمنا.
علي قيادات الأحزاب السياسية والحكماء ورجال الدين مسيحيين كانوا ام مسلمين والصحفيين والقانونيين والطلاب وكافة منظمات المجتمع المدني الحقوقية والإنسانية ان تعلن تضامنها الايجابي مع الاطباء.
يجب وضع حد لارهاب الدولة وجبروتها.
بل يجب وضع حد لدولة الارهاب والجبروت...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق