الأربعاء، 10 أكتوبر 2012



الجوع والموت في جبال ووديان البحرالأحمر.. حتي لاننسي...!!

جبرالله عمر الأمين

http://www.sudaneseonline.com/arabic/index.php/
SudaneseOnline: Wednesday, October 10, 2012 سودانيزاونلاين   


عام 1984 ضربت المجاعة معظم دول أفريقيا في منطقة حزام السافنا من الصومال شرقاً الي سواحل المحيط الاطلسي غرباً. وشاهد العالم على  قنوات التلفزة وفي صور وتقارير وكالات الانباء العالمية النازحين من أثيوبيا واريتريا. هياكل عظمية تعبر الحدود الي داخل السودان فرارا من الجوع الذي كان يلاحقهم ويفتك بهم علي الطرقات فيهب المانحون لارسال قوافل الاغاثة عبرميناء بورتسودان الى معسكرات اللاجئين التي اقيمت في شرق السودان.
وكانت المجاعة أيضا تضرب أجزاء كبيرة من السودان في غربه وفي شرقه. ونقلت وسائل الإعلام الغربية تقارير عن أناس يأكلون ورق الشجر ويحفرون جحور النمل في غرب السودان بحثا عن شيء يسد رمقهم. وكان الناس يهربون في كل اتجاه ويقصدون المدن وكان بعضهم يموت في قطار نيالا ثم تدلى الجثث من فوق اسطح عربات القطار ومن داخلها فتدفن في محطات السكة الحديد كيفما اتفق.
نزح آلاف الناس من كردفان ودارفور الي المدن الكبرى. ووصل بعضهم الي أطراف العاصمة الخرطوم وفي معسكر المويلح في ضواحي أمدرمان اتيح لمعظم السودانيين ليعرفوا ولاول مرة عن طريق الإتصال المباشر مع اخوانهم النازحين حجم الكارثة وحقيقة مايحدث هناك فقدموا لهم مايستطيعون.
وبينما وصلت منظمات الإغاثة العالمية لتمد يد العون ظل الوضع في شرق السودان طي الكتمان بعيداً عن اعين معظم السودانيين ووسائل الاعلام العالمية. فالبدو الرحل وراء الجبال وحول وادي طوكر وعلى مقربة من الحدود مع اريترتريا واثيوبيا الذين نزحوا باتجاه المدن ووصل بعضهم الي بورتسودان طاردتهم السلطات وحاولت إبعادهم عن أعين الناس. ولم يكن بإمكان أحد منهم الوصول الي العاصمة ووسائل الإعلام الأجنبية.
ولم ينتبه العالم بحكوماته ومنظماته وأجهزة اعلاميه  نتيجة الصدمة التى تلقاها وهو يقرأ ويشاهد ضحايا المجاعة في اثيوبيا واريتريا يعبرون الحدود الي داخل السودان بمعدلات مخيفة بلغت في بعض الاحصائيات الفي شخص في اليوم الواحد الا علي نطاق ضيق لما كان يحدث خلف مخيمات اللاجئين الارتريين والأثيوبيين بين سكان اقليم شرق السودان حيث يموت الذين وفروا المأوى لغيرهم في صمت بين جبال وشعاب ووديان البحر الاحمر وفي مسارب خور بركة ودلتا طوكر الي ساحل البحر الاحمر وعلى مقربة من طريق بورتسودان الخرطوم والحدود مع اريتريا.
ينزحون في جماعات يسير فيها من استطاعت راحلته وفي أحيان كثيرة قدماه على حمله الى أطراف التجمعات شبه الحضرية والى المدن ينتظرون من يمد لهم يد المساعدة ويموت على قارعة الطريق من خذلته راحلته وعجزت قدماه عن حمله وهويرى قوافل الاغاثة تمر امام عينيه قاصدة معسكرات اللاجئين الاثيوبين والارتريين.
وقد قال لي أحد خبراء اليونسيف التقيته في مخيم خارج بورتسودان انه شاهد أكثر من عشرين مجاعة. وقعت في مناطق متفرقة من العالم بينها المجاعة التي ضربت بيافرا (نيجريا 1967) وتلك التي حدثت في فيتنام أيام الحرب ولكنه لم بر مثل مايحدث في السودان.
تسربت أخبار المجاعة في شرق السودان عبر البحر الاحمر شرقا فبين سكان هذه المنطقة من تربطهم أواصر وعلاقات أسرية وثيقة مع سعوديين أمتدت لمئات السنين والبحر الاحمر أو بحر المالح كما كان يسميه اجدادنا وهو ايضا بحر القلزم كان ومازال جسر تواصل واتصال بين التجمعات السكانية على ضفتيه وقد التقيت في ضواحي طوكر رجلا يسوق خمس أو ست نياق لا أذكر قال لي انها ماتبقى له من قطيع نفق كله بسبب الجوع وأخبرني مرافقي بان أبناء عمومته سعوديون.
وعندما تحدثت اليه عرفت أنه ينتمى الى أسرة معروفة وميسورة الحال من رجال الاعمال السعوديين فسألته لماذا هو هنا ولايذهب الي هناك فقال لي : (ان آباءه سبق أن عاشوا حالة كهذه فجاءوا الي السودانيين فأكرموهم ورحبوا بهم وهو لن يتركهم اليوم عندما تغير الحال وانه على استعداد ليموت هو وأبناؤه معهم).
بدأ السعوديون يرسلون شحنات اغاثة تستقبلها جهات شعبية في بورتسودان وتقوم بتوزيعها ويبدو أن الذين يشرفون على هذا الجهد أحسوا أن هناك محاذير تعيق توسيع عملهم فهداهم الله أن يتوجهوا الي وسائل الاعلام فجاؤوا الى جريدة "اليوم" السعودية وهى في الدمام على الخليج العربي في أقصى شرق المملكة العربية السعودية بعد ان رأوا كيف يتعامل الاعلام السوداني مع الوضع.
وحتى اليوم لا أعرف لماذا اختاروا جريدة "اليوم" وهناك صحف أخرى في وسط وغرب المملكة لكني استطيع أن أزعم أنه كان اختيارا موفقا وسع مساحة نشر أخبار المجاعة لتصل الى شرق وشمال المملكة والى دول الخليج المجاورة فقد سبق أن وصل الخبر الى سكان المنطقتين الغربية والجنوبية على البحر الاحمرولهما اتصال مباشر بشرق السودان والى المنطقة الوسطى ثم لعل مشيئة الله أيضا ارادت أن تسند هذه المهمة لاشخاص يكونون شهودا يوثقونها ثم يبلغونها الى أهلها.
وهكذا كانت البداية في الاسبوع الاخير من شهر ديسمبرعام 1984 عندما استدعاني رئيس التحرير الى مكتبه ووجدت عنده ضيفين عرفني اليهما (الدكتور محمد بن عبد الله الهرفي  والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن عقيل).
وقال انهما تحدثا اليه عن وضع مأساوي يعيشه سكان شرق السودان بسبب الجفاف والتصحر وان المملكة العربية السعودية تقوم بارسال مساعدات تتم بجهد شعبي الي الاقليم وانهما يعتقدان أن هذا الجهد بحاجة لدعم اعلامي يعرف الناس بالوضع الانساني المتدهور هناك لاستقطاب مزيد من المشاركة الشعبية ثم قال ان الجريدة (جريدة اليوم السعودية) ترى ان من واجبها الاسهام في هذا الجهد باعتباره جزءا من رسالتها الصحفية وسألني ان كنت وزميلي المصور الصحفي عصام (ماهر) عبد الله على استعداد للسفر الى شرق السودان.
فرصة لا أعتقد أن صحفي يفرط في اقتناصها خاصة وقد كانت لي أكثر من تجربة في العمل الميداني أثناء عملي في وكالة السودان للانباء (سونا) مالم يقله لي رئيس التحرير وضيفاه في ذلك اليوم وكنت أعرفه أن مجاعة تحصد الناس في السودان وانها تجد صعوبة في تقديم المساعدة بشكل رسمي معلن بالحجم المطلوب لاهالي شرق السودان لان الحكومة السودانية كانت ترفض الاعتراف بوجود مجاعة في السودان وتقول ان المجاعة في اثيوبيا واريتريا وفي مخيمات اللاجئين من هذين البلدين داخل السودان كما كانت الحكومة الاقليمية في شرق السودان برئاسة السيد حامد على شاش ترفض الاعتراف بوجود مجاعة في الشرق وتصر على تسمية مايحدث هناك بانه مجرد "جفاف وتصحر".
وقد كتب الدكتور أبو آمنة أبو محمد أخصائي أمراض الأطفال وهو من أبناء البجا وشاهد عيان على تلك المجاعة بعد أكثر ومن خمس وعشرين سنة على تلك المأساة يقول عند تعيين الحكام كان حامد على شاش الاداري الفذهو أول حاكم للاقليم الشرقي وتم تعيين الوزراء الاقليميين من أبناء المنطقة .. تلك الحكومة كانت أكثر الحكومات شعبية في الشرق منذ الاستقلال وحتى الان رغم بعض الاخفاقات المدمرة وخاصة التستر على المجاعة الفتاكة.
ولا أدري كيف يكون اداريا فذا من تتسبب حكومته في اخفاقات مدمرة وتتكتم على كارثة مجاعة فتاكة ويترك منطقته وأهله يقتلهم الجوع  ليذهب للاستمتاع بمشاهدة مباريات في كرة القدم خارج الاقليم (في مدينة ود مدني) ويمضي أكثر من أسبوع  هناك يتبرع للاعبين بل يذهب  لابعد من ذلك فيحول أموال المحسنين الموجهة لضحايا المجاعة لبناء مدرسة ومخزن.
كيف يكون اداريا فذا وها هو مواطن يدعى أحمد موسى عمر يسألنا بعد أربع وعشرين سنة "هل تذكرون عمنا حامد على شاش حاكم الاقليم الشرقى ؟ كانت هنالك مجاعة في خور عرب فتكت بالناس عام 1983 ولم يعترف بها .عندما وقع الانقلاب، سلم الحكومة الجديدة 13 مليون من خزينة الاقليم الشرقي هى فائض واهلنا في خور عرب يموتون بالجوع لينال هو رضاء المركز خصما على جثث أهلنا في خور عرب".
لم تنشر وسائل الاعلام السودانية أي صورة عن حقيقة مايحدث في شرق وغرب السودان وكانت الصحافة السودانية تورد أخبارا شحيحة ومبتسرة تقتصر في معظم الاحيان على تصريحات المسؤولين.
فالمتابع للصحف السودانية في اواخر عام 1984 يجد انها كانت تتحدث عن النازحين من دارفور وكردفان بشكل عام. مكتفية بنقل تصريحات المسؤولين الحكوميين دون أن تورد حقيقة مايحدث من جوع ووفيات. وعندما يأتي الحديث عن شرق السودان يكون عن النازحين من أثيويا واريتريا فتناشد دول العالم لتقديم المعونات العاجلة للاجئين.
كانت الصحف تكذب على القراء بنقلها تصريحات مسؤولين يقولون "إن الذرة والاغذية متوفرة" وكمثال على ذلك كتبت جريدة الايام على صدر صفحتها الاولى تحت عنوان انتاجية الذرة بالشرقي تتراوح  بين 3 و5 مليون جوال" تقول أفادت تحريات الايام أن الانتاجية المتوقعة للفدان من الذرة بمشروع حلفا الزراعية تبلغ مابين 6 الي 7 جوال في مساحة تبلغ 70 ألف فدان. وان انتاجية الفدان بلدتا طوكر يتوقع أن تكون مابين 5 الي 6 جوال في مساحة تبلغ 16 ألف فدان من الذرة .. وان الحصاد بدلتا القاش ودلتا طوكر سيبدأ في الايام القادمة.
تم تضيف " من جهة أخرى وجه السيد حاكم الاقليم الشرقي بتحويل الدعم السعودي البالغ ثمانية واثين من عشرة مليون ريال سعودي  لبناء مدرسة ثانوية ومستوصف ومخزن بمدينة القضارف" انتهى.
والمفارقة الغريبة  أن نفس الصحيفة نشرت بعد اسبوعين فقط من ذلك الخبر تصريحا لحاكم الاقليم الشرقي بالانابة سليمان عثمان فقيري. في عددها بتاريخ 4 ديسمبر على الصفحة الثالثة جاء فيه "أن 60 بالمائة من جملة سكان مديرية البحر الاحمر يعانون من الجفاف. وأن 96 بالمائة من المترددين على المستشفيات بالمدن من اللاجئين". ولعلها أرادت أن تعطي القراء انطباعاً بان حالة المواطنين لاتستدعي مراجعة المستشفيات.
يحدث هذا في الوقت الذي كان الاطباء في معسكرات الايواء في تهاميام وغيرها في أشد الحاجة الي الادوية والمضادات الحيوية التي تكاد تكون معدومة في المخيمات ويخلو منها مستشفى مثل مستشفى طوكر وهو المستشفى الوحيد في منطقة جنوب البحر الاحمر.
في الخرطوم التقينا الاستاذ على محمد شمو المتحدث الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة والاعلام  وسألناه ضمن مجموعة من الاسئلة عن الفرق بين مصطلح "الجفاف والتصحر" الذي يستخدم في السودان. ومصطلح "المجاعة" الذي يطلق على مايحدث في اثيوبيا واريتريا فقال لنا الجفاف والتصحر والمجاعة مصطلحات عالمية تعنى كل واحدة منها مرحلة معينة أخرها المجاعة وهى المرحلة التى لايجد فيها الشخص مايأكله".
ولما كان الناس الذين شاهدناهم خارج بورتسودان وحولها لا يجدون ماياكلونه اخترت "الجوع والموت" عنوانا لما نشرناه في جريدة "اليوم" السعودية لان المصطلح الثاني وحسب تعريف السيد الوزير هو الذي ينطبق على حالتهم.
لقد رأيت كيف اسهمت تغطيتنا الاعلامية بما نشرناه في ايصال صوت أولئك النناس الى مساحة أوسع وأرحم بهم وكانت في ذلك الوقت اعلانا غير مباشر عن مجاعة رفضت الخرطوم والحكومة الاقليمية الاعتراف بوجودها أو يمكنك ان تسميه تكذيبا للنفي الرسمي السوداني. وكانت الصور التى نشرناها وأسماء بعض من قتلهم الجوع دليلا ماديا وتوثيقا لايستطيع انكاره أحد.
فبعض الذين رأيتهم وتحدثت اليهم كان يمضي اليوم واليومين دون أن يجد ماياكله كما شاهدت الجثث في معسكرات تهاميام ودرديب وفي قرية ميس لايقوى الناس فيها على حفر القبور ودفن الجثث.
لم نتمكن في تلك الرحلة من زيارة كل مناطق المجاعة في الفترة الزمنية المتاحة لنا. بل ولم يكن في مقدورنا ففضلت ان اعطى أمثلة وعينات لما شاهدت وعايشت لعل العالم يلتفت لما كان يحدث في ركن منه منسي تماماً تفتك فيه المجاعة بالناس ويموت أهله في صمت لايعلم بهم سكان أقرب المدن اليهم وتقول السلطات في الخرطوم وبورتسودان وكسلا أن مايحدث مجرد جفاف وتصحر وترفض أن تسميه مجاعة.
لقد نجح اعلام الخرطوم في اخفاء  الحقيقة عن الشعب السودانى وعن العالم فلم يصدقنى شابان من نزلاء فندق زهران في بورتسودان كانا يسكنان في نفس الطابق الذي  نزلنا فيه أنا وزميلى عصام عبد الله وهما يعملان في سوق بورتسودان عندما قلت لهم أن الناس حولهم يموتون جوعا شاهدانا نخرج في الصباح ونعود مغبرين في المساء وساقهم حب الاستطلاع لسؤالنا عن ماذا نعمل هنا لكن مدير فرع البنك الزراعي في بورتسودان الذي كان يجلس علي مقربة منا استهجن ماحكيناه لهم ثم أردف قائلا "هؤلاء لاجئون وليسوا من السودانيين".
وهذا عين ماكانت تقوله الصحف والمسؤولون وقد صدقها هذا الرجل في بورتسودان فمابلك بمن هم في الخرطوم أو خارج السودان معلومات مضللة دفع ثمنها أولئك المنسيون في جبال البحر الاحمر.
هكذا اعتقد الناس داخل وخارج السودان أن المتاثرين بالجفاف أو الجوع أيا كان المسمى في شرق السودان هم اللاجئون فقط. ولذلك توجهت قوافل الاغاثة الى معسكرات اللاجئين وهم بحق كانوا بحاجة ماسة اليها. ولا أحد يرفض أو يعترض على اغاثتهم وما أردت توضيحه هنا هو ذلك الاعتقاد الخاطئ الذي رسخته السلطات الرسمية عن قصد أو جهل منها بأن اللاجئين وحدهم وليس السودانيين هم ضحايا المجاعة.
وصلنا بورتسودان عصر يوم الخميس 27 ديسمبر 1985 ونزلنا في فندق زهران وسط مدينة بورتسودان. وذهبت مباشرة الي منزل محمد عبود باعبود (الرجل الذي قيل لنا أنه سيساعدنا) فلم أجده وعرفت من أبنائه أنه ذهب لتوزيع بعض المساعدات الاغاثية لنازحين خارج بورتسودان وكنت قد عرفت من الشيخ عبد الرحمن بن عقيل قبل مغادرتي الدمام أنهما عملا معا لاستقطاب المساعدات الأولى لضحايا المجاعة في شرق السودان. والتعريف بأبعاد المشكلة في لقاءات مباشرة مع أهل الخير في السعودية. وأن  عملهم توج باقامة مركز للمعونات والمساعدات لايواء النازحين وتقديم خدمات الاغاثة لهم في شرق السودان.
جاء الرجل لمقابتنا فورعودته واتفقنا على أن نتقابل في مكتبه في صبيحة اليوم التالي حيث استمعنا منه لمزيد من المعلومات ومن ثم وضع تحت تصرفنا سيارة دفع رباعي جديدة بكامل تجهيزاتها مع سائق ظلت تحت تصرفنا الي أن غادرنا بورتسودان ومكنتنا من الوصول الي مناطق ماكنا بالغيها  الا بشق الأنفس وقال لنا ضباط إداريون في رئاسة محافظة بورتسودان إنه لم يسبق لهم طوال عملهم في المنطقة رؤيتها وماكنا لنصلها بامكاناتنا ونكتشف حجم المأساة التي سأروى في الصفحات التالية ما استطعت جانبا من فصولها المأسوية.
فما رأيته لم تستطع الكاميرا تصويره ويعجز القلم عن وصفه.
ولولا جهود باعبود ولجنته ومجموعة من الاطباء السودانيين وفي مقدمتهم الدكتور أبو محمد أبو آمنة ورجال الخير والشباب المتطوعين في بورتسودان الذين وجدناهم سبقونا الي كل مكان ودلونا الي كثير من الاماكن لم يسمع أحد بها ماقام به أولئك الجنود المجهولون بجهد شصي واحساس ذاتي بالمسؤولية ونخوة وشهامة سودانية معروفة. وماتدفق عبر البحرالاحمر من تبرعات السعوديين أسهم في انقاذ أرواح عدد كبير من أبناء شرق السودان وبصفة خاصة في منطقة البحر الاحمر فأنا وهم وانتم أيضاً مدينون لاولئك الرجال والشباب الذين رايت بعضهم في بورتسودان يقفل عيادته ومحله التجاري وينتقل بعد انتهاء عمله الرسمي ليقدم المساعدة الطبية والدعم المعنوي ويوزع الاغاثة في ديم النور وتهاميام ودرديب وغيرها بل رأيت أسرا سودانية باطفالها توزع العجوة والكسوة للنازحين صباح يوم الاستقلال (1/1/1985) فيما كانت بورتسودان الرسمية تحتفل بالعيد وتطلق صافرات البواخر ابتهاجا.
وفي شارع عشرة بالدمام حيث كنت أسكن رأيت سعوديين من شباب التجار يخرجون لجمع التبرعات ويتصل بنا آخرون في الجريدة لاخذ بعض النسخ يعلقونها في أماكن عامة لحث الناس على المساهمة وارشادهم الي أماكن تجميع التبرعات وكيفية نقلها وتوصيلها.
                                          نواصل

مـــن اجـــل الديموقراطــية والعـــدالة والمســـاواة ووضــــع حـد للتهمــــــيش والاســـــتغلال ومــص الدمـــــاء

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون